غناء ورقص داخل المقابر يثير الغضب في السودان

أين احترام الأموات؟ غناء ورقص داخل المقابر يثير الغضب في السودان

 طارق فتحى عمار

حدث غريب وغير مألوف شغل السودانيين خلال الأيام الماضية، على مواقع التواصل.

 فقد انتشر مقطع فيديو فريد من نوعه لشخص يغني بالرق، فوق مرقد الحاج محمد أحمد سرور في إريتريا، أحد عمالقة الفن والإبداع بالسودان.

وظهر هذا الشخص مرتدياً الزي التقليدي، واقفاً على قبر سرور، وهو ينقر على آلة الرق التي اشتهر بها الراحل نفسه، ويردد بصوت رخيم أحد مقاطع أغنياته، الذائعة الصيت من كلمات الشاعر صالح عبد السيد" أبو صلاح" (الفروع تتمايل ميلة الفرحان/ والزهور بتصفق ويرقص الريحان/ يا نسيم ما بالك تتنى قامة البان/ إنت رايق تلعب والعشوق تعبان/اكتشف ما دائي وما الدواء الصعبان/ هل دا جرح بالغ أم دا سم ثعبان/ قال لي لازم جرحك مدة الأزمان/ لا روايحي تطبك لا ولا لقمان).

 ما أشعل عاصفة من الجدل على مواقع التواصل، إذ اعتبر ناقمون، أن ما حدث انتهاك سافر لحرمة الموتى، وتعدٍ على قدسية المقابر، مشيرين إلى أنه كان من الأصلح للرجل المغني، الذي شد الرحال إلى إريتريا لزيارة قبر الراحل، استبدال الغناء بالدعاء.


 فيما رأى المدافعون أنّ الغناء الجنائزي عند مقام الموت، معروف عند السودانيين، على النحو السائد في المناحات والمراثي والأغاني الجنائزية، في التراث، قديماً وحديثاً.


واستعاد المؤيدون في معرض دفاعهم عن هذا التصرف، مثالاً ساطعاً، تمثل في غناء الفنان صديق الكحلاوي لأغنية (وداعاً معبدي القدسي) أثناء تشييع أحد أعمدة الفن بالسودان، إبراهيم الكاشف، لمثواه الأخير عام 1969م تنفيذاً لوصية بينهما فيما يبدو.

ليست هناك تعليقات