قافلة دينية توعوية عن المغالاة في المهور وتيسير الزواج

 استقبل أهالي قرية الزرابي وقرية دكران التابعين لمركز ابوتيج بمحافظة أسيوط ،  أعضاء القافلة الدعوية بالأزهر الشريف، في إطار خطة الأزهر الشريف في نشر الدعوة الواسطيه ، والتوعية بأحكام الدين الوسطي وعدم المغالاة والتطرف ، ودعم جهود الدولة المبذولة في محاربة الإرهاب والتصدي للأفكار الهدامة وجهودها في التنمية في مختلف المجالات 

وبيان حرص الإسلام علىصحة الإنسان ومحاربته للشائعات الكاذبة ، تحت رعاية  فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتوراحمد الطيب ، وتنفيذاً لتوجيهات معالي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور / نظيرمحمد محمد النظير ، وتستمر القافلة من يوم السبت الموافق ٤ / ٢ / ٢٠٢٣ حتي السبت الموافق ١١ / ٢ / ٢٠٢٣ 



دارت الندوة التي عقدتها القافلة بالإدارة الصحية بقرية دكران التابعة لمركز ابوتيج بمحافظة أسيوط عن المغالاة في مهور الزواج  عن أهمية أسس الزواج السليمة واختيار شريكة الحياة ، واجاب العلماء على أسئلة السيدات الحاضرات 
شارك في الندوة الشيخ / عبد العظيم حمدمحمود الباقوري الأمين العام لبيت العائلة المصرية بابوتيج وموجه عام منطقة وعظ أسيوط ، 


والشيخ / ابراهيم محمد جمعة واعظ بمنطقة أسيوط ، والشيخ الدكتور / فتحي فتحي ابو الحمدواعظ بمنطقة سوهاج ، والشيخ / محمد السيد محمد واعظ بمنطقة سوهاج ، والشيخه / رويدا عبدالمنعم واعظة بمنطقة اسيوط ، والشيخ / محمد ربيع محمد عوض مشرف القافلة الدعوية 




قام الشيخ / عبد العظيم حمد محمود الامين العام لبيت العائلة المصرية بابوتيج وامين لجنةالمصالحات بالأزهر الشريف وموجه عام منطقة وعظ أسيوط وعضو لجنة الفتوى بمركز ابوتيجبالترحيب بالسادة الضيوف واستهل كلمته بذكره للآية القرآنية حيث قال تعالى( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَلَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. وقال تعالى( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنفَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)  ، مضيفاً أن النكاح من مقاصد الشريعة وهدف من أهدافها، لمافيه من حفظالنسل والعرض واحصان الفرج، وبناء الأسرة التي هي اللبنة الأولى في المجتمع، وبه الاستخلاف واعمار الأرض، لذا ورد الأمر بالنكاح والزواج في كثير من الأحاديث ورغب فيه في كثير منالأحاديث عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَفَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌمُتَّفَقٌعَلَيْهِ.. .جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي أصَبتُ امرأةً ذاتَ حسبٍ وجمالٍ، وإنَّهالا تلِدُ، أفأتزوَّجُها، قالَ: لا ثمَّ أتاهُ الثَّانيةَ فنَهاهُ، ثمَّ أتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ: (تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّيمُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ ) 






واكد الشيخ عبد العظيم أن الشرع جاء لتيسير أمور الزواج على حسب حالة الشخص فتعترية الأحكام التكليفية الخمسة، وقد يكون الزواج واجباَ لمن خاف العنت مع قدرته على مؤن الزواج وقديكون مندوباً إليه لمن احتاج إليه لبقاء النسل والذرية وقديكون الزواج مكروهاًلمن لدية رغبة في النساء ولا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا ويخشى ظلم زوجته، وقد يكونمحرماً لمن كان عاجزاً لمرض أو عيب وتأكد من الحاقة الضرر بزوجته، وقد يكون الزواج مباحاً لمنكان فى نفسة رغبة في النساء ولا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا.. ومن عوامل التيسير فيالزواج حسن اختيار الزوج الصالح قال صلى الله عليه وسلم ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي ، فقد اعتبر الإسلام صلاح الدين وحسن الخلق المعيار الأساسي في الاختيار ورغب فى ذلك وجاء الوعيد بحصول الفتنة والفسادعند مخالفة ذلك والنظر إلى متاع الحياة الدنيا من المال والجاه والحسب والنسب عن أبي هريرةرضي الله عنه والذي قال فيه: “تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِالدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ”، هو حديثٌ صحيحٌ وقد تمَّ ذكره في صحيحِ مسلمٍ وصحيح البخاري، وكلاهما حكما عليه بالصحةِ والثبات عن رسول اللهقال النووي" الصحيح في معنى هذا الحديث: أن النبيصلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين " ولنا في رسول الله صلى الله عليهوسلم أسوة حسنة فقد زوج ابنته السيدة فاطمة الزهراء من على بن أبى طالب رضي الله عنهمعتمداً في ذلك على حسن خلقه و کمال دينه ولم ينظر ما معه مال.





واشار
 الشيخ عبد العظيم الى  مظاهر العلاج الاجتماعي لتلك المشكلة هي عدم المغالاة في المهورمن شبكة وهدايا وموخر صداق وقائمة المنقولات وغيرها من الأمور المادية التي ترهق كاهل الشابو تجعله يستدين، فيقبل على الزواج مهموماً يفكر في قضاء ما عليه من أموال أو قروض ممايسبب له ضيق الید ويعقبها مشاكل زوجية تؤدي حتما إلى الطلاق المبكر، وقد كان التيسير فيأمور الزواج من هدى خير البشر و صحابته رضی الله عنهم فقد روت السيدة عائشة عن النبىصلى الله عليه وسلم أنه قال: "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنةً







كما
 تحدث الشيخ / ابراهيم محمد جمعة واعظ بمحافظة أسيوط عن أن المغالاه في المهور مشكلة  كبيرة شغلت بال الناس كثيراً وأصبحت سبباً قوياً يعرقل الزواج وينعزل الشباب عنه فكيف بشابيريد أن يتزوج وهو في مقتبل حياته لم يجهز بيت الزوجية وما به من أثاث ليتحمل فوق طاقته مهراً يزايد فيه الناس كل يوم بحجة ضمان حق الزوجة وأنها كغيرها من النساء اللائي كن مهرهن غالياً.




إن
 غلاء المهور سبب رئيسي في تأخر الزواج وانتشار العنوسة بين الجنسين من الشباب والفتياتولقد رغب الإسلام في النكاح وتيسير المهور وكان النبي-صلى الله عليه وسلمالنموذج الأعلىوالقدوة الأسمى في ذلك حيث كان صداق أزواج النبي -صلى الله عليه وسلموبناته في حدودخمسمائة درهم

وكذلك مع أصحابه عند زواجهم فقد زوج النبي-صلى الله عليه وسلمامرأة على رجل فقير ليسعنده شيء من المال، بما معه من القرآن، بعد أن قال له: " التمس ولو خاتماً من حديد  فلم يجدشيئاً [ متفق عليه ] وتزوج عبد الرحمن بن عوف -رضي  الله عنهامرأة على وزن نواة من ذهبويقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-(خَيْرُ الصَّداقِ أَيْسَرُهُ) 



وأكد الشيخ الدكتور / فتحي فتحي ابو الحمد واعظ بمحافظة سوهاج خلال كلمته على أنناأصبحنا نعيش في مجتمع يؤمن بالشكليات والمظاهر، نكلف أنفسنا ما لا نطيق مع العلم أن القرآنالكريم وضع لنا القاعدة التي نسير عليها وهي قوله تعالى "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها.. تريالعروس ترهق الأهل بأشياء ليس لها أدنى استخدام بل توضع كشكل أو كتحفة في ما يسميبالنيش لما كل هذا الإسراف وقد يكون والدها صاحب حرفة أو مهنة بالكاد يكسب قوت يومهفنقوللهن "اتقوا الله في آباءكم "

كما نري بعض الآباء الذين يرهقون الشاب في تكاليف الزواج وشراء أفخم أنواع الأثاث وفرضالشبكة الباظهة، فلماذا كل هذا؟لماذا نضيق على أنفسنا؟ لماذا تقام ليلة الزفاف في أفخم القاعاتبالمدينة؟؟وليس هذا من الإسلام في شيء فنقول أيها الآباء "اتقوا الله في من يريد أن يعف نفسهعن الحرام، يسيروا لهم أمر الزواج ولا تنظروا إلي التقاليد والعادات الخاطئة.






كما
 تحدث ايضاً الشيخ / محمد السيد محمد عبد الحميد واعظ بمحافظة سوهاج عن أنه جريالعرف في مصر  على تقديم مشغولات ذهبية عند خِطبة الفتاة ( الشبْكة ) كجزء من مهرها ويختلفهذا العرف من محافظة لأخرى من أقصى الجنوب لأقصى الشمال بل من قرية لأخرى، لكن المهم هوتقديم هذه الشبكة، وتعتبر مصدر للمباهاة والمفاخرة بين فتيات العيلة والقرية ولكن 

بعد الارتفاع الجنوني للذهب تم إطلاق بعض المبادرات لإلغاء هذا العرف ( وهو تقديم الذهبويستبدل بتقديم المهر كما هو الشرع الحنيف ) فبسبب إصرار أولياء أمور الفتيات على تقديمالذهب خاصة بعد هذا الارتفاع الكبير فلن تستطيع الفئة الأكبر من الشباب تقديم ذلك، مما يجعلأمر الزواج صعب وبالتالي يسهل الحرام وربما يكثر الفجور.

وكان قدأعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن حملة (لتسكنوا إليها) للتخفيف عنكاهل المتزوجين وقد لاقت صدى واسع واستحسان كبير






وأوضحت الشيخة / رويدا عبد المنعم واعظة بمحافظة أسيوط في كلمتها أن من الضروري نربيبناتنا وأولادنا على أن من أسباب السعادة الزوجية هو البحث عن صاحب الخلق التقي الذييصون العرض، ويحسن الى زوجته ولا يظلمها كما جاء في الأثر «زوجها من يخاف الله فإن أحبهاأكرمها وإن أبغضها لم يظلمها» ولا شك أن الغلو في المهور يجعل الرجال ينصرفون عن الزواجفينشأ عن ذلك من الفساد الخلقي والاجتماعي ما لا يخفىوقد يضطر الزوج إلى الاستدانةوقديندفع إلى كسب المال بطرق غير مشروعة إلى آخر ما نراه الآنونسمع به في المجتمع الذي نعيشفيه.

والحياة السعيدة ليست في المظاهر المادية وحدهاولكنها تبنى على أمور كثيرةبعضها مكمللبعضمن أهمها التقوىوالعمل الصالحوالإكثار من ذكر اللهوالتفكير في خلق السمواتوالأرضوالأخذ بالوسطية في جميع الأمور الدينية والدنيوية

ليست هناك تعليقات