ندوة بعنوان " التربية الصحيحة فى الإسلام

 نظم الأزهر الشريف ندوة بعنوان " التربية الصحيحة فى الإسلام " وذلك بمركز شباب قرية الزرابي بمركز ابوتيج بمحافظة أسيوط وسط حضور عدد من أهالي القرية  ، ففي بداية الندوة رحب الحاج / عبد العال علي عبد العال الدقيشي رئيس مجلس ادارة مركز شباب الزرابي  بالسادة الضيوف وعاظ الأزهر الشريف ،  أوضح الشيخ / عبد العظيم حمد محمود الباقوري امين لجنة المصالحات بالازهر الشريف والامين العام لبيت العائلة المصرية بابوتيج وموجة عام منطقة وعظ أسيوط وعضو لجنة الفتوى بمركز ابوتيج فى كلمته خلال الندوة النصائح التى يجب أن نقدمها لأولادنا وتوعيتهم بقيمة دين الإسلام، واطلاعهم على الأوامر التي نهى الله ورسوله عنها، والوصايا التي أمرنا بالقيام بها يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : « كلكم راعٍ وكلكم مسؤل عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسؤل عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤل عن رعيته، ومن أهم تلك الوصايا ما يلي:


 الصفات التي تُساعدهم على التمتع بالقيم الحميدة والأخلاق عالية، فهناك بعض الصفات التي يجب زراعتها في الطفل منذ الصغر ليتمكن من تطبيقها في الحياة العملية بشكل سليم وجيد مثل: الصدق، الأمانة، قول الحق مهما كلف الأمر.


إثبات للطفل دائمًا أن الله يُراقبه ويراه في جميع الأفعال التي يقوم بها، فيجب عليه القيام بالعمل الجيد وترك الأمور السيئة حتى يرضى عنه الله، وذلك من باب محبة الله وليس الخوف والرهبة فقط.

غرس في الأبناء قيمة عدم الإسراف، والتصرف الحكيم.الرضا بقضاء الله خيره وشره.الصبر في اختبارات الله للابن، كل هذه القيم تساعد على تربية أبناء على قدر كبير من النضج والوعي، وهي أبرز وصايا الرسول تربية الأبناء للآباء.


القناعة بما يملكه الطفل وعدم الاعتراض بل يشكر الله دائمًا لرزقه بهذا الشيء واحده من أهم وصايا الرسول تربية الأبناء.

معرفة الأصدقاء التي يتعرف عليهم الابن، لأن لهؤلاء دور كبير في تشكيل شخصية الطفل، وأخلاقهم تؤثر على الطفل بشكل كبير.

المشاركة المنزلية في كافة الأمور، مثل الصلاة وحفظ القرآن، وتبادل الآراء الخاصة بالأسرة، الاستماع إلى رأي الابن حتى وإن لم يكن صحيح، يساعده ذلك على تكوين ثقته بنفسه وحرية الرأي.

 



يُفضل زواج الأبناء في سن مبكر، وذلك خشية ارتكاب المعاصي

وصى الرسول في تربية الأبناء الحرص على تعليمهم كيفية تحمُل المسؤولية، وتقدير قيمة الشيء الحاصل عليه، فلا يجب أن يقوم الآباء بتدليل أبنائهم بشكل زائد، مما ينتج عن ذلك فساد في أخلاق الأبناء، ويجب تعليم الطفل القناعة والرضا والتقشف أحيانًا، ليعرف ما يعانيه غيره من المحتاجين، حيث يقول رسول الله: (أياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين).



كما تطرق الشيخ عبد العظيم فى حديثه الى الطريقة المثلى التي ربى بها الصحابة أبنائهم حيث حرص الصحابة على تربية أبنائهم وتنشئتهم على ما جاءت به الشريعة وتعاليم الدين. فأول ما قامو به هو تربية أبنائهم على الإيمان بالله تعالى، وتنزيهه عن الشريك، وغرس التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى في قلوبهم. ثم توجيههم إلى طاعته سبحانه وتعالى، والتزام أمره، واجتناب نهيه، ثم تربيتهم على مكارم الأخلاق، كالصدق والأمانة والوفاء، والإخلاص في العمل لله في القول والعمل، ومعاملة الناس معاملة حسنة، والصبر على أذاهم. وكل ذلك بينه الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان قال تعالى: ( وَإِذۡ قَالَ لُقۡمَٰنُ لِٱبۡنِهِۦ وَهُوَ يَعِظُهُۥ يَٰبُنَيَّ لَا تُشۡرِكۡ بِٱللَّهِۖ إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ (13) وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ وَهۡنًا عَلَىٰ وَهۡنٖ وَفِصَٰلُهُۥ فِي عَامَيۡنِ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ إِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ (14) وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ (15) يَٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٖ فَتَكُن فِي صَخۡرَةٍ أَوۡ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَأۡتِ بِهَا ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٞ (16) يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ (18) وَٱقۡصِدۡ فِي مَشۡيِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَٰتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِيرِ 



وأضاف الشيخ عبد العظيم أن القرآن الكريم قص علينا بعضاً من سير الأنبياء والصالحين في تربية أولادهم وأهليهم، مثل إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ولقمان عليهم السلام وغيرهم.

 أما إبراهيم عليه السلام فقد دعا الله أن يرزقه من الصالحين, فقال تعالى على لسان إبراهيم: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ {الصافات: 100}. وبعد ما استجاب الله له ورزقه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام, قام بتربيتهما بأحسن أساليب التربية, وأنبتهما نباتاً حسناً, حتى اختارهما الله للنبوة, وجعل الله في ذرية إبراهيم النبوة والكتاب بعد نوح عليه السلام, فأكثر الأنبياء من صلب إسحاق عليه السلام, وسيد الأنبياء والمرسلين من صلب إسماعيل عليه السلام. وقصة رؤيا إبراهيم تدل على أن إبراهيم عليه السلام جعل ابنه إسماعيل عليه السلام طائعا صابرا بحيث لا يسعه إلا التسليم لأمر الله ولو أمر الله بذبحه , يقول الله تعالى في القرآن: ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ {الصافات: 102}. هل هناك تربية أعظم من هذه التربية إذ يعرض على ابنه رؤياه التي يأمر الله فيها بذبحه، فلا يقول هذا الابن الصابر كيف تذبحني يا أبي , بل يسلم الأمر إلى الله ويقول يا أبي افعل ما يأمرك الله به, لا شك أن وراء هذا الاستسلام تربية عظيمة ناصحة قيمة.



وأما ما قص الله علينا من تربية إسماعيل عليه السلام لأهله وأولاده فكما قال تعالى: ﴿ وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة ﴾ {مريم:55}. فالأمر بالصلاة والزكاة مهم جداً في التربية, لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وتزكي الإنسان من الدنس والخطايا, كما أن الصلاة سبب لطهارة جسم الإنسان ولباسه وبيته, والزكاة تطهر مال الإنسان وتنميه حتى يكون حلالاً طيبا, ثم يتغذى بالحلال وينبت به نباتاً حسناً, حتى إذا عمل صالحاً تقبل الله منه, وإذا دعا الله استجاب له




وأما يعقوب عليه السلام فيتعهد أولاده في الرمق الأخير كما قص الله تعالى: ﴿ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾.{البقرة: 133}. تدل هذه الآية على أن يعقوب عليه السلام كان حريصاً شدة الحرص على تربية أولادهم, لأنه يوصي أولاده في اللحظة الأخيرة بتوحيد الله ولم يوص بماله ولا بشيء آخر. ولو تدبرنا سورة يوسف لوجدنا فيها أساليب ممتازة للتربية, ولهذا ما فشل نبينا يعقوب عليه السلام في تربية أولاده, وإن كان أبناؤه قد دخل في قلوبهم الحسد ليوسف في البداية, لكنهم تابوا من ذلك واستغفروا الله, فغفر الله لهم, وسامحهم أبوهم وأخوهم يوسف أيضاً. وبما أن القصة طويلة فأقتصر على ذكر بعض جوانب التربية من القصة.


صدق الله تعالى إذ قال: ﴿ لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ﴾ {يوسف: 7}. فهي آيات ودروس ومعان عظيمة. ثم أكد الله سبحانه وتعالى إلى أهمية هذه الدروس والمعاني عند وصفه إياها بأنها (عبرة) في قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه ِوَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْم ٍيُؤْمِنُونَ ﴾ {يوسف:111}.








والجدير بالذكر انه عقب اذان صلاة الظهر قام الشيخ عبد العظيم بتوعية المصلين بضرورة الاهتمام بتربية الأبناء تربية صحيحة وتنشئتهم على أسس دينية وذلك بمسجد الحبيبي بالقرية 

وجه الشيخ يوسف أحمد ريان واعظ منطقة الأقصر الأزهرية الشكر لاهالي قرية الزرابي على كرم الضيافة وحسن الاستقبال ، ولفت الى أن لا شك أن القرآن قد اشتمل على جميع طرق الهداية للعالمين, فمن شاء اهتدى ومن شاء كان من الذين في طغيانهم يعمهون. والقرآن يعتني بهداية الإنسان منذ طفولته بل من قبل وجوده, ولذلك يحث الآباء على الدعاء بالولد الصالح, ويأمرهم بالاقتداء بالأنبياء والصالحين في تربية أولادهم.

مشيراً الى أن تربية الاولاد في الاسلام احد النقاط الهامة التي يركز عليها الدين الإسلامي لما لها من أهمية من أجل إعداد أجيال صالحة.

إهتم الإسلام بشكل كبير فى أدق تفاصيل تربية الأطفال لأن الطفل هو لبنة وأساس المجتمع وهو أهم مسؤولية سيسأل عنها الإنسان يوم القيامة .


وتربية الأطفال إمتداد للحسنات والأجر الكبير للمربي فمن خلال تربية ولد صالح يدعوا له يضمن الغنسان إستمرارية زيادة الحسنات في ميزان أعماله.



لذلط على كل مربي أن يكون ملم بأهم النقاط الأساسية التي يرتكز عليها تربية الأطفال في الإسلام لكي يكون لديه المعيار السليم والمرجعية الصحيحة التي يقيم عليها أفعاله وأقواله.


فن تربية الأطفال فى الإسلام تكريم الطفل. بناء شخصية الطفل الإسلامية. بناء أخلاق الطفل. الإهتمام بالطفل عاطفياً ونفسياً. بناء عقيدة الطفل.تربية الطفل على بر الوالدين.أساليب تأديب الطفل. تعليم الطفل.صحة الطفل الجسدية. تعليم وتدريب الطفل على العبادات.


أما الواعظة / نور الهدى عبد المنعم واعظة محافظة أسيوط حثت فى كلمتها على ضرورة حمَّل الآباء أمانة تربية أطفال المسلمين وتأديبهم وتعليمهم، وقد حذر النبي محمد تضييع هذه الأمانة فقال: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة»،[3][4] وعلى أن ينشئ الطفل منذ الصغر على تربية أسلامية صحيحة، فالتربية حياه انشئ الطفل تنشئة سليمة سيصبح سعيدًا في حياته كما أنه اكد على أهمية زرع الاخلاق عند الطفل منذ الصغر وبين على ان الأخلاق لا تغرس الا من قبل الوالدين فالمسؤولية تقع عليهم في زرع القيم الاسلامية انهم يجب ان يكونوا قدوة حسنة لاطفالهم. ولا تقتصر التربية عند هذا الحد فقط بل اهتم الاسلام باللعب عند الأطفال فيقول: «وينبغي أن يؤذن الصبي بعد الانصراف من الكتاب أن يلعب لعبًا جميلًا، ويستريح إليه من تعب الكتاب، بحيث لا يتعب في اللعب فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعليم دائما يميت قلبه، ويبطل ذكاءه، وينغص علية العيش، حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه».

وشارك فى الندوة كلاً من : 

الأستاذ / محمد سويفي مدير مركز شباب قرية الزرابي 

الأستاذ / محمد حسان عبد الحافظ مسئول الهيئات والمنسق الإعلامى لمركز الشباب 

الأستاذ / عصام مصطفى عبد الصبور المشرف المتابع للقافلة 

الأستاذة / تيسير الدقيشي أمينة المرأة بحزب مستقبل وطن 

الأستاذة / بسمة حسان سيد عضو بجمعية التنمية

ليست هناك تعليقات